مـؤسـسـة

المكتبة الوثائقية العامة في النجف الأشرف

    ــ 18 ــ
 

أنساب آل البيت (عليهم السلام)

                            والتأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم

 

(( بحث لسماحة السيد حسين أبو سعيدة بعثه إلى الندوة الفكرية السابعة التي أقامتها أوقاف النظام السابق بمناسبة ولادة سيد الكائنات نبينا محمد (3)))

الطبعــة الأولــى

1425هـ - 2004م

النجف الأشرف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تــقــديـــــم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين وبعد :

    وصلت إلى مكتب سماحة السيد حسين أبو سعيدة دعوة من وزير أوقاف النظام السابق للكتابة عن جانب من حياة سيد الكائنات محمد (3) في مناسبة ولادته الشريفة ليلقى في الندوة السابعة ببغداد وبهذه المناسبة استغل سماحته هذا التجمع العلمي ليعبر عن رأيه على مسمع من رموز النظام السابق.

واليك النص الكامل لما حرره سماحته             

علي أبو سعيدة

الأمين العام للمكتبة الوثائقية العامة

في النجف الأشرف

 

التأســـي بــالنبي (r )

الدين الاسلامي – كما لا يخفى على أي منصف – هو دين الإخاء والمحبة والنصح , دين يدعو لكل فضيلة ,دين أسسه بنيت على احترام النوع الإنساني, وإعطاء كل واحد حقه ,دين لا يعرف الاعتداء على حقوق الناس بأي لون كان ,وليس له للغصب أي طريق ,دين شعاره الألفة والمحبة والتعاون.

كل هذه المبرزات الشاخصة استلمها المسلم من  القرآن المجيد وسيرة نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم – وما السيرة التي تُتَبَع بشتى ميادينها إلا عبارة عن التأسي بالنبي الأكرم ,سواء كان الصادر من الفيض النبوي قولا أو فعلا أو تقريرا. وما هذا الفيض إلا تشريع يوضح اللمسات الإضافية اللازم بيانها والتي على أساسها يعمل المكلف بالتعاليم السماوية.

فترشحت محصلة ثابتة عند المسلمين إن قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره تشريع سماوي ,قال سبحانه : [وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى  * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى] /النجم/3-4

ولما كانت ميادين الحياة البشرية واسعة الأبواب متشعبة الروافد ,فالنبي (3) لم يترك جانبا من جوانبها إلا وأشار له بحديث شريف  ,أو باشره عملا فعلياً.

 أوصى بالفقراء خيرا ,ليس هذا فقط بل باشرهم فعليا فجلس معهم يأكل ,ويزور مريضهم ,ويدعوهم إلى طعامه.

 

ونحن كمسلمين سواء كنا من الجيل الأول المعاصر له ,وهم أصحابه رضوان الله عليهم ,أو من أهل القرون المتلاحقة بعده حتى زماننا هذا ,علينا اقتفاء ما صدر عنه ,إيمانا تاماً منا بأن متابعته بها نجاتنا وحصولنا على خير الدارين.

فإذن لا مناص للفرد المسلم إلا التأسي به ,حتى صار التأسي به سُنّة وسيرةً استلمها الخلف من السلف الصالح ,فقد لمسنا من خلال حياة الأجيال الماضية ,وحياتنا الفعلية إن التأسي به (3) هو المحور الأساسي لسعادة المسلم بل لسعادة أهل الأرض ,هذا من منطلق إن الإسلام دينٌ خالد يصلح لكل جيل إلى ما شاء الله للحياة ان تدوم.

بهذا أتضح لنا إن مسألة التأسي به (3) ,مسألة شاملة أبوابها عديدة ,لو أردنا تناولها بإسهاب لتطلب إصدار موسوعات عديدة ,هذا من جانب ,ومن جانبٍ آخر , إن التأسي به (3) في إيقاع المستحبات الخاصة بالعبادات بأنواعها ,أمر قد تناوله فطاحل العلماء القدماء رحمهم الله ,ووضعوا بها كتبا خاصةً ,وقد أخذها الخلف عن السلف ولا زال العالم الإسلامي يقتفي هذا الأثر حتى يومنا هذا.

ولا بأس في هذه العجالة أن نتعرض إلى جانب ٍ واحدٍ من جوانب التأسي به (3) ,إذ ان مجتمعنا المعاصر أحوج ما يكون إليه , وقد دفع به وله ثمن لا يستهان به سلباً أو إيجابا ,وهذا الجانب الذي نرغب التعرض له مصاب بإهمال ملحوظ ,أهمله أهل القلم والفكر المعاصران ,وذلك إما للاستهانة به مع انه من 

 

الضروريات اللازمة ,أو لانشغالنا بأمور فرضتها ظروفنا الخاصة ,وفي كلتا الحالتين نحن غير معذورين من تجافيه والتنصل عنه.

وهذا الجانب هو :

من الأحاديث المأثورة بسند صحيح ,قوله (3) : (( كــل ســبب ونـســب منقطع يوم القيامة إلا ســبـبـي

 ونسبي ))(1) .

وقال : (( إن الله قد خلق الخلق فجعلني من خير خلقه ,وجعلهم فرقتين فجعلني من خيرهم فرقة ,وخلق القبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ,وجعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتاً. فانا خيركم وخيركم نفساً))(2).

إن هذين الحديثين الشريفين يُشعران بضرورة اهتمام المسلم بالنسب النبوي ولزوم المحافظة عليه من الغبار ,وهما يحكيان بكنفهما ان مشتبك الأنساب سر من أسرار التكوين الذي نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى : (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )).

هذا التعارف الذي دعا القرآن إليه بَني الإنسان بصورة عامة ,ما هو إلا تعبيراَ عن المقولة التي يتمسك


 


(1) رواه الحاكم 3/143 عن الخليفة عمر,ورواه الطبراني عنه وعن سيدنا ابن عباس.وذكره الهيثمي في المجمع 6/173. وانظر سير أعلام النبلاء 3/500

(2) أخرجه الإمام احمد عن ابن عباس (( انظر الصواعق المحرقة لابن حجر ص 22))

 

بها علماء الكلام وهي :(( القرآن دائما يجمع الكلم ,وهو كله جوامع الكلم )).

فالقرآن الكريم سلط الضوء على نفوس البشر فشخصها ,وكشف عن حاجة الإنسان لمعرفة نسبه ,وهذا يعني إن هذه المعرفة لم تنفرد أمة العرب بها لوحدها ,إنما غيرها من الأمم أيضا على هذا المنوال.

     لذا إذا توغلنا في البحث عمقاً يظهر من زبر الأولين وأخبار الماضين  ان مسألة الاهتمام بالأنساب لم تكن من خصائص العرب بل هناك أممٌ أخرى حفظت أنسابها تخليدا لعزها ومجدها ,لقد ذكر الأمير شكيب ارسلان : (( ان الأمة الصينية الكبرى من أشد الأمم قياما على حفظ الأنساب حتى إنهم يكتبون أسماء الآباء والجدود في هياكلهم فيعرف الواحد أنساب أصوله ألف سنة فأكثر ,وكذلك الإفرنج كانت لهم عناية تامة بالأنساب في القرون الوسطى والأخيرة. وكانت لهم دوائر خاصة لأجل تقييدها ووصل آخرها بأولها )).

     وقال ابن الطقطقي في كتابه ألأصيلي(1) :

(( وأما أهل الكتاب من اليهود والنصارى فضبطوا أنسابهم بعض الضبط. بلغني ان نصارى بغداد كان بأيديهم كتاب مشجر يحتوي على بيوت النصارى وبطونهم ,فهذه الأمم وان اعتنت بأنسابها بعض العناية واهتدت إلى ضبط مفاخرها نوعا من الهداية. فلم يبلغوا


 


(1) كتاب مخطوط لدينا نسخة منه,وقد طبع مؤخرا خارج العراق, وقد وصلتنا نسخة من المطبوع أيضا.

 

مبلغ العرب الذين كان هذا الفن غالبا عليهم وفاشيا فيهم )).

لذا فان الإسلام الخالد من خلال نص كتابه المجيد ونص تصريح حامل الرسالة نبينا (3) ,أكد على رعاية الأنساب وحثّ على صلة الأرحام وبنى على ذلك كثيرا من أحكامه. فيتعين على المسلم حفظها في حدود الحاجة الشرعية التي يعاني منها.

ولا بأس بضرب المثال التالي: في الفقه أبواب عديدة يترتب عليها معرفة الأنساب ,كالنكاح ,والميراث ,والعتق ,والديات ,والوقف. فمن أجل هذا أفرد العلماء في الكتب الفقهية أحكاما خاصة في الوقف,فمثلا إن القاضي عثمان بن اسعد بن المنجا الحنبلي خصّ في كتابه الوقف باباً في الوقف على الأشراف(1).

كما إن الإسلام أولى الأهمية القصوى لمعرفة النسب النبوي,فأوجب معرفة نسب النبي (3) وانه هاشمي وقرشي إذ لا بد في صحة الإيمان ذلك كما عن ابن حزم في جمهرته ص 20. وأيضا نص على ذلك القلقشندي في مقدمة النهاية.

فمن أجل ما عرضناه ,علينا اقتفاء أثر النبي (3) , والتأسي به من خلال حديثه الذي أشرنا له (( كل سبب ونسب )) وصورة هذا التأسي به هي :       

عدم الدخول في نسبه بهتاناً وعدم الخروج عنه تجبراً ونكراناَ.


 


(1) انظر كتاب الوقف للقاضي عثمان بن أسعد بن المنجا

 

ففي الدخول والخروج غير المشروع حساب شرعي يُعَرّضُ المسلم نفسه له عند المحكمة الإلهية, أما المحكمة البشرية فحسابها مؤقت يزول عند زوال الأثر.

فالإسلام يأمرنا الحفاظ على النسب النبوي الهاشمي لما في ذلك من معانٍ لعل أقل ما يصيبنا منها هو خير الدارين – وهنا – وهذا هو المهم والقصد من هذه الكتابة – يبرز السؤال التالي:

هل التأسي به صلوات الله عليه في هذا الجانب الذي أشرنا إليه متحقق في عصرنا هذا وخصوصا في بلادنا الحبيبة؟؟

والجواب :

لقد تأسى به (3) أهل القرون المنصرمة فألفوا المبسوطات والمشجرات لأجل الحفاظ على النسب النبوي ,ليس هذا فقط بل ان بعض العلماء قد تابع هجرة الهاشميين فعيّن مناطق استيطانهم الجديدة والمدة التي نزلوا بها ,فالموسوعات التاريخية والرحلات العديدة تتحدث عن لمسات متشعبة في هذا الباب,وحتى ان أرباب الخطط لا يغيب هذا المعنى عن ذهنهم,وعند وقوفنا على الجهود التي بذلها الشريف النسابة أبو اسماعيل ابراهيم بن ناصر ابن طباطبا ,وهو من أعلام القرن الخامس الهجري, في تقصي تحركات ذرية النبي صلوات الله عليه: فنجده وضع سِفره الخالد ((منتقلة الطالبية))(1).


 


(1) هذا الكتاب كان مخطوطا حتى طبع في النجف الأشرف سنة (1388 هـ)

 

ولشدة اهتمام المسلمين بهذا الشأن, فقد برزت الحاجة إلى رابطة ترعى احتياجات الأشراف من الآل , لذا تصدى الخليفة العباسي حفيد هارون الرشيد فأسسَ نقابة الأشراف لأجل التصدي والاهتمام بضبط النسب الهاشمي وحمايته من الدخول فيه, ورعاية مصالحهم . واستمر الحال هكذا في الدول الإسلامية حتى العهد التركي المتأخر ,حتى ان العراق قد انفرد في هذه الخصوصية فكانت لولاياته كالموصل وبغداد والكوفة والبصرة وواسط والحلة نقابة أشراف خاصة بتلك المناطق , حتى ان الفترة المظلمة التي عاشها العراق ( وهي فترة صراع الدول المستعمرة فيما بينها لأجل احتلاله ) لم تؤثر على المهمة التي نهض مجتمعه بتحملها مع ما تعرض له من فيضانات وطواعين وحرائق أتت على الأخضر واليابس . فمع هذا كله بقى مجتمع العراق متأسيا به (3) في مسألة الحفاظ على نسبه الشريف .

فالمجتمع العراقي  بقى على ما كان عليه سابقا متأسيا بالنبي (3) وذلك بفضل جهود علمائه الأعلام في توعية هذا المجتمع إلى ما لهم وما عليهم من أمور دينهم ودنياهم , وفق تعاليم القرآن والرسول صلوات الله عليه , لذا حافظ هذا المجتمع على النسب النبوي ,فمن حدثته نفسه وزعم انه من هذا النسب وهو ليس منه , فيجد هو أو ذريته محاربا من قبل المجتمع وفي طليعتهم العلماء , فينبذ ويردع علنا , حتى انه يختار العدم أفضل له من البقاء , فلا مناص له إلا الرجوع عن دعواه وترك ما

 

ليس له , ولم يترك العلماء دعواه تذهب سدا بل دونوها في كتبهم وصرحوا في بطلانها , فمن أمعن النظر في كتاب المجدي للعمري والعمدة لابن عنبة يجد كثيرا من هذه الإشارات الصريحة .

أما الحال في مجتمعنا المعاصر وخصوصا في خلال العقد الأخير من القرن العشرين (1900 – 2001 م ) فالأمر يختلف تماما على ما كان عليه أجدادنا , إذ ظهر الباطل للعيان علنا والمجتمع كأنه لا يرى ولا يسمع , فقد ادعت عدد من العشائر والأفراد النسب الهاشمي وروجوا له بالاحتفالات العلنية وكأن شيئا لم يحدث , والمجتمع وأصحاب هذه الدعوة يعلمون قطعا إنهم ليسوا بسادة أصلا إذ مرت على أجدادهم قرون عديدة وهم من غير الهاشميين , فأصبحوا بين النهار وليله من الآل , متناسين الدعوة النبوية بالحفاظ على النسب النبوي .

وهاجرين لقوله سبحانه :  [ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ] حتى إن بعضهم لم يقف عند هذا الحد بل راح يجمع أباطيله في كتاب سرعان ما طبع وانتشر في المجتمع , وليته فعل ذلك قانونا بل طبع الكتاب في الظلام.وهذا على علم من وزارة الإعلام التي لم تحاسبه,وكأن الأمر متفق عليه.

 

ففي غضون أيام أو أسابيع تحولت قبائل عربية مقطوعا إنهم من غير العلويين , إلى سادة من الآل دونما رادع .

واستمر الحال من سنة 1990 حتى سنة 2001 م بين فترة وأخرى تظهر على الساحة العراقية فئة من  الناس تدعي الانتساب لآل البيت عليهم السلام.

هذا حدث والمجتمع العراقي قد انقسم على نفسه بين مستنكر لهذه الظاهرة بدرجات متفاوتة,وبين متجاوب يُحابي ويجامل على حساب أهل البيت عليهم السلام.

وفي الوقت نفسه ان مجتمعنا العراقي يعلم بدرجة القطع ان دعوى هذه المسميات الجديدة هي بعيدة جدا عن الواقع وهو لا يرتضيها لعدم قناعته بما يدور في محافل بعض شرائحه.

وقد أصدرنا فتاوى وبيانات وضحنا رأينا صراحة وبصورة مكشوفة.وقد سمينا تلك الفئات التي لبست رداء السيادة ,وهم يعرفون أنفسهم حقا ولا حاجة لنا بتكرار ذلك.

هذه لمعة من أضراب ما وقع وحصل فعلا في ربوعنا .

وأيضا يبرز السؤال التالي :

ما هي الأسباب التي ساهمت في انتشار هذه الظاهرة غير الطبيعية ؟؟.

     ولا مناص لنا إلا بعرض بعض الأسباب من اجل ان يعلم المجتمع بالحقيقة , فنكون قد أدينا بعض ما

 

لهذه البلاد الحبيبة علينا من حق .وفزنا برضا الله تعالى , وهي :

1 - عدم تصدي أئمة الجماعة والجمعة إلى الوعي الديني , وشجب هذا التحول , وتذكير الناس بالآيات الكريمة والأحاديث  الشريفة الناطقة بتقوى الله .

2 – غياب وسائل الإعلام بأنواعها عن الساحة , وعدم تخصيص برامج لهذا الغرض , ونقد بناء لمرتكب هذه الحالة .

3 – المحابات على حساب الدين ومستقبله , فالقسم الأكبر من مجتمعنا يستعمل المحابات تحت ذريعة عدم خسارة الآخرين , فلا شجب ولا إنكار صريحا وعلنا لمرتكب هذه الحالة .

4 – تقديم الخوف من البشر على مخافة الله , وهذه هي الطامة .

5 – الحمد لله في بلادنا عدد من علماء الدين الذين ممن له ملكة علم الرجال ومعرفة هذا العلم – علم النسب – وأيضا يوجد عدد من الأكاديميين الاختصاص في التاريخ الاسلامي وما يناط به من علم الرجال ممن نعرفهم حقا انهم من علماء الفن , ولكن أين الخلل ؟

فالخلل يكمن في ان بعضهم أغلق بابه وأخفى أثره بسبب ظهور عدد من أدعياء العلم , وان هذا العلم قد ادعاه كل عار وأجوف فباعوا الأختام وتمادوا في غيهم فلا رادع لهم , مما شجع على انتشار الوثائق غير الصحيحة ، حتى صارت الوثيقة التي تخرج

 

إلى خارج العراق لا يُحسب لها إي حساب لان ما بها بهتان مفضوح, تحت هذه الحقائق التي أشرنا إليها آثر البعض من العلماء من الصنف الذين أشرنا إليه الاحتجاب عن الظهور وعدم استجابتهم لدعوة من يسألهم .

     ولنا في هذا الأمر نظر, لأنه يفسح المجال للأدعياء الذين غاب الحساب عنهم في التمادي, وبذلك يكون التوثيق الإسلامي المعهود في العراق هو الخاسر.

6-  من خلال الاحتكاك المباشر مع المجتمع, وقفنا على حالات كثيرة جدا هي عبارة عن ((باطل محض )) إلا أن حامله يمتلك القدرة الجدالية الجوفاء وكأن خلفه من يلقنه هذا ويعلمه, وبعد التمحص والنظر البعيد وجدت أن وراء ذلك أعداء الإسلام من  اليهودية العالمية, يسعون إلى إحداث حالة الفرقة في المجتمع العراقي بدءا من البيت فالأسرة الواسعة ثم العشيرة,وبذلك يدب التطاحن.ففي أسرة واحدة,شخص يقول اني قطعا غير علوي, وأخوه يقول اني علوي, فلان قال هذا, وغير ذلك ومن جراء ذلك ترك الجميع أعماله وراح يدور في محافل عديدة كل واحد منهما يريد أن يثبت صحة دعواه. وهكذا على هذا المنوال... بينما اليهود يتفرجون علينا وعلى ضياع وقتنا وبالتالي تدهور اقتصادنا وزوال حالة الاستقرار عندنا .

 

فعندما تزداد ظاهرة دخول العشائر غير العلوية في النسب العلوي ، عندها يسعى الاعداء إلى اثارة التشكيك في النسب النبوي بدعوى ان الشمري صار سيدا ، وغير ذلك ، وبذلك يتمكنون من الطعن في النسب النبوي ومن ثم الإساءة إلى شخص النبي (3) عن هذا الطريق.

7-   تصدى بعض الأفراد ممن ارتضى لنفسه أن يكون مصدر رزقه هو الإساءة إلى التاريخ، وهذا النفر هو ليس بعالم قطعا ولا يعرف ما هو العلم على الإطلاق، فراج يبث الدعاية بين بسطاء أفراد المجتمع بأنه مكلف من قبل جهات رسمية بالتصدي للتوقيع والتصديق، ليس هذا فقط بل علمنا انه راح يدور في الريف العراقي حاملا حقيبته تحت ستار نفس الدعوى، أو انه انتحل اسما آخرا له شهرة معتبرة في الشارع العراقي. ومن جراء ذلك وقعت أخطاء لا يسامح عليها الدهر أبدا.

     كان المجتمع العراقي القديم عندما يسعى لتوثيق نسبة يتجه إلى نوعين من العلماء، الأول العالم الديني الذي اشتغل بالفقه والأصول وما يتبعهما من لازم. والثاني اشتغل بما اشتغل به الأول مضافا إلى اشتغاله وتخصصه بعلم الرجال – بأبوابه المتعددة – فصار العالم الثاني حجة شرعية على الأول وعلى المكلفين. فيكون توقيعه وتصديقه للثبوت الشرعي الحقيقي. أما توقيع الأول فهو للبركة واليمن ليس إلا.

 

     لذا كانت تلك الوثائق القديمة لها اعتبارها الشرعي والعلمي وتكون ناهضة في الدلالة الصريحة على الثبوت القطعي . لاستكمالها لكل شروط الوثاقة.

     أما اليوم فقد وقفنا على الذي يصدق على وثيقة النسب، وهو الأغلب الآن، على نوعين:

الأول: شخص ليس بعالم ولا دارس، بل يمارس أعمالا أخرى لا صلة لها بالعلم . هذا النوع صارت له رغبة فجمع المصورات من الكتب النسبية المطبوعة، وحصل على مصورات للمخططات المحفوظة في مكتبة الأوقاف العراقية أو مكتبة المتحف أو مكتبة دار المخطوطات ببغداد وغيرها، ثم امتطى الجواد مدعيا العلم.

    والناس أصحاب حاجة تتجه لأي وسيلة تحقق منها رغبتها وذلك كما قدمنا أعلاه بسبب فقدان الوعي، إذ ينبغي للمجتمع ان يعلم شروط التوقيع ولوازمه، وعليه ان يسأل المتصدي للتوقيع الأسئلة التالية:

·         عند مَنْ درس هذا العلم ؟ أي من هم أساتذتك بعلم الرجال وغيره من لوازمه كالفقه والأصول والحديث وغيرها ؟

·         لِمنَ دَرّسَ ؟ أي من هم تلاميذك ؟

·         من أجازك في الرواية شرعا ؟

·         من أجازك علميا في هذا الفن ؟

 

     لذا كانت تلك الوثائق القديمة لها اعتبارها الشرعي والعلمي وتكون ناهضة في الدلالة الصريحة على الثبوت القطعي . لاستكمالها لكل شروط الوثاقة.

     أما اليوم فقد وقفنا على الذي يصدق على وثيقة النسب، وهو الأغلب الآن، على نوعين:

الأول: شخص ليس بعالم ولا دارس، بل يمارس أعمالا أخرى لا صلة لها بالعلم . هذا النوع صارت له رغبة فجمع المصورات من الكتب النسبية المطبوعة، وحصل على مصورات للمخططات المحفوظة في مكتبة الأوقاف العراقية أو مكتبة المتحف أو مكتبة دار المخطوطات ببغداد وغيرها، ثم امتطى الجواد مدعيا العلم.

    والناس أصحاب حاجة تتجه لأي وسيلة تحقق منها رغبتها وذلك كما قدمنا أعلاه بسبب فقدان الوعي، إذ ينبغي للمجتمع ان يعلم شروط التوقيع ولوازمه، وعليه ان يسأل المتصدي للتوقيع الأسئلة التالية:

·         عند مَنْ درس هذا العلم ؟ أي من هم أساتذتك بعلم الرجال وغيره من لوازمه كالفقه والأصول والحديث وغيرها ؟

·         لِمنَ دَرّسَ ؟ أي من هم تلاميذك ؟

·         من أجازك في الرواية شرعا ؟

·         من أجازك علميا في هذا الفن ؟

الجانب الذي سلطنا عليه بعض الضوء حتى إذا جاء يوم الحساب وسألنا سبحانه وتعالى ماذا قدمتم؟ فنقول يا رب يا متعال ، لقد شخصنا هذه الحالة غير المرضية لديك ونبهنا الناس للحذر منها فطرحنا ما بنفسنا وما يمليه علينا ديننا من النصح للمؤمنين.

اللهم أهدنا من لطفك وأفض علينا حمايتك من زحاف القلم وارحم مجتمعنا واحفظ بلادنا يا أرحم الراحمين.