مـؤسـسـة

المكتبة الوثائقية العامة في النجف الأشرف

    ــ 19 ــ

النسب الهاشمي في عصرنا

 إلى أين يتجه؟

 

               (( محاضرة ألقاها سماحة السيد حسين أبو سعيدة في  اتحاد المؤرخين العرب ببغداد بتاريخ 22/شعبان/1421 الموافق 19/11/2000م))

 

الطبعــة الأولــى

1425هـ - 2004م

النجف الأشرف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تـقـديــم

عزمت مكتبتنا الوثائقية العامة في النجف الأشرف على نشر جميع البحوث والمحاضرات التي ألقاها سماحة السيد حسين أبو سعيدة (( مؤسس هذه المكتبة)) في العراق وخارجه, وكان منها هذه المحاضرة التي طلبتها منه الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب ببغداد بتوجيه من  النظام السابق بسعي بعض المغرضين ممن سعى إلى القضاء على حياة سماحة السيد عن هذا الطريق.ولكن كان الله تعالى بالمرصاد للظالمين البغاة, فانقلب الأمر عليهم.

فألقى سماحته هذه المحاضرة بحضور عدد من الباحثين ورجال الدولة من المخابرات وغيرهم.وقد وثقت بالمرئي والمسموع.وشاء الله أن تقطف هذه المحاضرة ثمارها ولله الحمد.                                                                                                        

                                 علي أبو سعيدة

            الأمين العام للمكتبة الوثائقية   

 

النسب الهاشمي في عصرنا إلى أين يتجه ؟؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب , على سعيها لإحياء تراث الأمة الإسلامية , ودأبها إلى إحداث حالة النقاء التام لأنساب العلويين .

لا يخفى على أحد ان معرفة أنساب الطالبيين والهاشميين بوجه عام ,ثروة فكرية ضخمة لها أبعادها الفكرية التربوية , قد أمدت التاريخ العربي بوجه خاص , والإسلامي بوجه عام , بأكثر من ينبوع وسدت بشمولية عالية أكثر من نقص تعرض له المجتمع المسلم بأي صقع من العالم .

ولأهمية هذا العلم الذي لم يختص به العرب فقط , بل اختصت به أمم كثيرة قبلهم , ودفعا لهذه الأهمية حاول البعض من أمة العرب وغيرها ممن زعم المعرفة , التنديد بهذا العلم وتقويضه , مدعيا أن الإسلام الخالد قد حاربه, مستشهدا بنصوص قرآنية منها : قوله تعالى :[ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ] وقوله : [فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ]. وقد غفل إن لهاتين الآيتين وغيرهما معاني كثيرة لا تتنافى وتطلع هذا العلم في مجال خدمة مصالح المسلمين .

وهو قطعا غير ملتفت إلى إن الإسلام العظيم أكد على رعاية الأنساب بحدود حاجة الإنسان لها , فشجع ودعا إلى صلة الرحم , مما بنى عليها كثيرا من أحكامه الشرعية , في الميراث والاوقاف والنذورات , وغيرها . حتى ان الإسلام أوجب معرفة نسب رسول الله (3) بأنه هاشمي وقرشي , فوضع لصحة الإيمان شرطا هو معرفة ذلك ,هذا كما نبّهنا عليه ابن حزم في جمهرته ص 2 ,وغيره .

وحث الإسلام على تحصيل معرفة قربى رسول الله(3),وذلك لوجوب مودتهم التي وردت في صريح القرآن المجيد ,بقوله سبحانه [قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ].

وهذه الصحاح الشريفة تنطق في ابراز  هذا المفهوم , وتحث على تشخيص الأشراف من الآل , لأجل إعطائهم حقوقهم التي خصهم الله تعالى بها .

فقد رتب الإسلام للسادات من الآل أحكاما تشريعية كثيرة لا يمكن تطبيقها لمن جهل معرفة أنسابهم.

وهناك أحكام خاصة للطالبيين أوللهاشميين أو للعلويين أو لآل الحسن أو الحسين على وجه التحديد.

فلا يمكن تصريف ذلك إلا بمعرفة انتسابهم وإبراز الصحيح منها , ونبذ اللصيق عنها .

ذكر السيوطي في العجاجة : وقف (بركة الحبشي) إذ إن نصفها وقف على الأشراف من بني الحسن والحسين , ونصفها على سائر الطالبيين من باقي ذرية علي(u)وأخويه جعفر وعقيل.

حتى ان بعض الاوقاف كانت تخص فروع معينة من تفرعات سائر آل البيت عليهم السلام .

من هذا يظهر ان معرفة انساب آل البيت, ضرورة ,بها يبتعد المسلم عن الحرام المشخص, أو غيره .

فأي شيء يمكن تصوره أعلى من هذه المرتبة السامية , لمعرفة هذا العلم الشريف ؟

هذا مضافا لما خص الرسول الأعظم(r) به من ينتسب له بالدرجة الرفيعة فحباه بقوله صلوات الله عليه : (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ).

وقد وضع القاسمي رسالته الشاملة الموسومة (شرف الأسباط) فأودعها الأدلة القاطعة التي توضح شرف النسب النبوي , وضمنها عدد من فتاوي العلماء خصوصا في باب الوقف على الآل .

ووضع (ابن عابدين) رسالته الموسومة ((العلم الظاهر في نفع النسب الطاهر)) فذكر بها الأحاديث الشريفة التي تدل على فضل آل البيت وضرورة معرفة أنسابهم لتمييزهم عن غيرهم لأجل تطبيق ما يترتب على ذلك من الأحكام .

من هذا يتضح أن للنسب الهاشمي خصوصية ولمعة خاصة , فله شرف وضاح , وشأو لا ينال إلا بالحق ,وكرامة بارزة للعيان لا يدركها إلا أصحابها . وما هذا إلا من فضل الله تعالى .

فلهذه المكانة العظيمة للآل , ولشرفهم النبوي الباذخ , ولما خصوا به من الامتيازات , فهم دائما عرضة لطمع الطامع , لذا تصدى جمهرة منهم ومن غيرهم من العلماء الأعلام , إلى ضبط أنسابهم , وتعيين نقطة اتصالهم بدقة فائقة محبوكة , وبيان عدد أولادهم , لأجل ان لا يدخل فيهم من ليس منهم .

وقد دعت الحاجة أكثر إلى ضبط فروعهم عندما ازدهرت واستفاضت هجرتهم من الجزيرة العربية إلى الوطن العربي والإسلامي , بل وحتى الغربي .

ولعل ابرز هيئة تكفلت المحافظة على أنساب آل البيت , وتصدت إلى صيانتها عن الشوائب هي (نقابة الأشراف) المعروفة حاليا ببعض الدول الإسلامية بـ (رابطة الأشراف) وقد يطلق عليها أحيانا ( نقابة الطالبيين) . وقد أنيط بها مسؤولية المحافظة على الآل الكرام من الضياع مضافا لرعاية مصالحهم .

فكان لكل مدينة كبيرة نقابة خاصة بها ولها نقيب أشراف من العلويين يرعاها وهو خازن لها وأمين عليها , وهو الواسطة المباشرة بين الآل والمجتمع في كل الميادين .

فكانت لنقابة الطالبيين أهمية عظمى , إذ أولاها العالم الإسلامي المقام المرموق في القرون المنصرمة , وكانت تتمتع باستحسان ودعم الأمراء والخلفاء , وأول من أحدث نقابة الطالبيين هو الخليفة العباسي المستعين بالله ابن المعتصم بن الرشيد , واستمر الحال بعده حتى العهد التركي .

ذكر الطبري في تاريخه : إن المحدث الكوفي : حسين بن احمد بن محمد بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة أبن زيد بن الإمام زين العابدين (u)، أول من سعى إلى تأسيس نقابة الطالبيين، إذ ورد إلى العراق من المدينة في عام 251 هــ، فعينه الخليفة لهذه المهمة.

وقد تولى أحفاده من بعده شؤون هذه النقابة في الأقطار الإسلامية والمدن الكبيرة في العراق.

وكان المعيار في اختيار النقيب، حسب الكفاءات العلمية.

·  قال القشلقشندي في صبح الأعشى 4/ 47 : نقابة الأشراف: هي وظيفة شريفة ومرتبة نفيسة موضوعها التحدث على ولد علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله (3) وهم المراد بالأشراف في الفحص عن أنسابهم والتحدث في أقاربهم والأخذ على يد المعتدي منهم ونحو ذلك.

·  وقال ابن بطوطة في رحلته ص110 : وهو يصف مرقد الإمام علي بن أبي طالب(u) في الغري: ((ونقيب الأشراف مقدم من ملك العراق ومكانه عنده مكين))

·  وقال الحلبي في أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/286 : (ونقابة الأشراف وظيفة هامة في العالم الإسلامي، وقد كان لها تأثير كبير في البيوتات الشريفة وإصلاح أحوالها وتدبير شؤونها مما أدى إلى إجلال الناس لهم واحترامهم وتوقيرهم ووضعهم بالمكان الذي يليق بشرف نسبهم وكرم محتدهم، فكان ذلك إقتداء الناس بهم واقتفاء لأثرهم وطاعتهم لهم ونفوذ كلمتهم فيهم، وكانوا يأتمرون بأوامرهم ويذعنون لرغباتهم إلى غير ذلك مما يعود بعظيم الفائدة على هذا المجتمع.

·  وقال الماوردي في الأحكام السلطانية ص 82 : وهذه النقابة موضوعة على صيانة ذوي الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف.

هذه لمعة من فوائد نقابة الأشراف عن لسان العلماء القدماء، تقدست أسرارهم.

واليوم قد يكون لهذه النقابة وجود في احد أقطار الوطن العربي، أو يكون وجودها متعددا، لكنها نقابة رمزية فقط في بعض الأحيان.

فنهيب بالأقطار الإسلامية أن يعيدوها إلى مجدها السابق، فهي كفيلة بإصلاح ما أفسدته الأيام.

وقد وقفت حاليا على ان الكثير من الاشراف السادات في الوطن العربي وغيرهم ممن يسكن الدول الغربية، يسعى إلى ضبط اتصاله بالنسب الهاشمي، أو يسعى إلى تدوين اتصاله تاريخيا خوفا من الضياع التاريخي. إذ وصلت لنا خلال السنوات العشرة المنصرمة عدد لا يستهان به من الوثائق والمخطوطات النسبية محالة من الاردن والقدس، ومصر، واليمن، والمغرب. وغيرها من الدول الغربية، لفروع عديدة من آل البيت لم تصل مسبقا لمتناول أيدي المؤرخ الحق، يروم أصحابها حصول التأييد عليها من العراق لأجل إلحاق الفروع المتأخرة بأصولها.

وما هذه إلا بشارة مطمئنة, نأمل منها بروز نقابة الطالبيين من جديد على مسرح الحياة ان شاء الله تعالى .

لقد أناطت نقابة الأشراف مسؤولية الحفاظ على النسب الهاشمي على عاتق العلماء عامة ومن اختص بعلم الرجال خاصة. وقد تكون هذه الخصائص متوفرة بالنقيب نفسه،أو يعتمد هو على غيره من العلماء.

فتصدى السيد ابن عنبة، وهو من علماء الحلة، إلى ضبط النسب الهاشمي، وترك لنا عمدته الغنية عن التعريف ،توفى ابن عنبة سنة (828هـ).

وفي سنة (1082)هــ تصدى السيد ضامن بن شدقم الحسيني الواحدي المدني لسد الفراغ العلمي من بعد عصر ابن عنبة حتى عصره. فوضع كتابه تحفة الأزهار وزلال الأنهار، وذلك لان تلك الحقبة من الزمن، قد انعدم التدوين فيها، إلا عن الشيء القليل.

وقد عرض السيد ابن شدقم سببا رئيسيا لتأليفه كتابه تحفة الأزهار، كما أورد ذلك نفسه في مقدمة الجزء الأول من التحفة، إذ قال: ( في شهر محرم سنة – كذا – وصل من مصر إلى المدينة المنورة: السيد الشريف جعفر بن الحسن الوحادي الحسيني، متظلما مهموما مغموما من طائفة بمصر يقال لها (المقاومة) قد أرشوا ولاتها ليدخلوهم في أنسابهم ويشركوهم في وقوفوهم المعروفة، فقصدني في منزلي – وهو بالمدينة وقتها – ملتمسا مني ان اكتب له شجرة في النسب شاملة لجميع السادة الوحاحدة، ليدفع بها الخصم العنيد المفتري الكذاب ، فحدى بي الشوق ان اكتب هذا الكتاب.

ومن ســــنــة (1082) حتى دخــول القرن الرابع عشر الهجري، أيضا لمــســــنا فقدان التدوين

    النسبي فيها.

لذا تصدى بعض العلماء إلى سد هذا الفراغ كل حسب قدرته، ولكن بقت المكتبة الإسلامية تعاني من نقص التدوين العلمي البناء خلال القرن الثاني عشر والثالث عشر وحتى خلال العقد الثاني من الرابع عشر. ولا يخفى على الباحثين ان تلك الحقبة من الزمن مرت على العراق فيها طواعين، وفيضانات، وحرائق، ساهمت بشكل كبير وفعال في دثر ما خزن في الصدور، ودوّن على الورق.

ولكن شاء الله أن يحفظ النسب الهاشمي في العراق من الضياع، إذ  احتفظ البعض من العلويين في وثائق خطية، كانت قد كتبت لأجدادهم، وهي عبارة عن استشهادات تَقِرُ وتعترف بان حاملها هو هاشمي يستحق الحق الشرعي، أو يستوجب مد يد العون إليه لأنه من آل بني هاشم.

وكانت تلك الاستشهادات على أقسام هي:

الأولى: رٌفعً صاحبها إلى الإمام دون وسائط.

الثانية: رفع إلى الإمام مع ســـــــــــقوط بعض  

الوسائط.

الثالثة: رفع إلى الإمام مع ذكر سلسلة تامة.

فكانت تلك الوثائق عبارة عن ثروة علمية بامكان أي ((عالم خبير)) قد صارع المشتقات الرجالية ان يسد بها الفجوات الكثيرة التي أعقبت عصر ابن شدقم حتى عصرنا.

هذا مع وجود بعض الكتب الخطية  التي معظمها موجزة,أو انها تتعرض لمواضيع معينة فقط ,واختصارها يكاد ان يسقطها عن أعلى قيمة لها  لا عن الاعتبار.

ولكن ما هي المميزات التي يتصف بها من يستطيع أن يتعامل مع تلك الوثائق وغيرها من المخطوطات الخاصة بهذا الفن, كي يكون قادرا على حفظ تاريخ الأمة من الزحاف والخلل؟؟

والجواب على ذلك يكمن باستيعاب الملاحظة التالية وهي:

الشيء الملموس اليوم في بلادنا بوجه خاص هو:

تحولت عشائر عربية غير علوية من النسب غير الهاشمي إلى النسب الهاشمي,علما بأنها تتمتع بشهرة مستفيضة مقطوع بها ليس في هذا القرن بل في القرون الماضية بأنهم ليسوا بهاشميين. وقد اعتضدت تلك الشهرة بما دوّنه علماء الأنساب القدماء. وأيضا ترك أجدادهم وثائق عديدة في باب الوقوفات والبيع وعقود الزواج كلها تنطق بانهم من القبائل غير العلوية بضرس قاطع.

لقد تحولوا دونما وازع وهم لا يلتفتوا إلى الخلف,وكان الأمر هينا عندهم وقد تصوره بعضهم كمثل إبدال بدلة يرتديها!!

فما هي النتائج,وما هي الأسباب التي ساعدت على ظهور وانتشار هذه الظاهرة في ربوع بلادنا الحبيبة؟؟

1-   النتائج : بإمكان أي باحث أكاديمي أن يُسطّر يراعه بحثا ينال منه شهادة عليا. لكني في هذه العجالة أضع الحروف التالية لأختصر وهي : ( ذلك التحول يُولد الفرقة في الوحدة,ويوجب تقويض الاقتصاد) وعليك تفسير ذلك.

2-      الأسباب: وهذا هو الشيء المهم الذي يجب علينا الوقوف عنده بعض الشيء.

   أضع بعض اللمسات سعيا وراء الاختصار:

1-      سعى بعض الناس ممن يجهل تاريخه، وممن هو بعيد كل البعد عن العلم وحملته إلى التفتيش عن حقيقة نسبه وأسرته.

قلنا لا مانع من ذلك.

ولكن الذي وقع هو : تراكم لديه بعض المعلومات، التي أصلا المفروض أن يعلم بها إي إنسان، فصدق نفسه، وأخذه الغرور والسراب  العلمي، وسرعان ما تحول إلى مرجع من مراجع الدنيا، مع انه يقضي وقته كله في طلب لقمة العيش.

2-      سرعان ما تحول الهاوي، والمتعلم حديث العهد، إلى ادعاء العلم، وصيروته عالما شرعيا بين ليلة وأخرى عاجلة.

3-   أثر النسخ المتعاقب المعاصر على سلامة التوثيق التاريخي. وقد كتبنا في ذلك دراسة شاملة رفعناها إلى (مركز دراسات التاريخ العربي في اتحاد المؤرخين العرب) بناء على طلب ورد منه، ومن رغب الوقوف العلمي عليه فليطلبه من الاتحاد .

4-      سهولة حصول البعض على نسخة أو أكثر لمصورة من الكتب الخطية الخاصة بكتب الأنساب المودعة بمضانها، من دون ضوابط.

5-   معلوم إننا لسنا بسواء، فمنا المؤمن الذي يشعر بخطورة العبث في تاريخ الأمة، عن طريق التصرف في المخطوطات النسبية، لذا نحافظ عليها حتى من اللمس المباشر فضلا عن غير ذلك.

ومنا من لا يلتفت إلى هذا المعنى، فنراه متسامحا عند تعامله مع تلك المخطوطات.

ليس هذا فقط بل راح يتمادى باختراع وثائق أخرى توهم الناظر إنها كالأولى .ومع هذا لا يشعر بخطورة ما هو ملتبس به.

6-   قد يكتب البعض بحثا في أسرته أو عائلته، فيرى ذلك جميلا، ويأخذه حب الظهور، فيخرج بدعوى العلم المطلق، ويغدق على الناس بختم أوراقهم ويشهد الله تعالى انه لا يعلم إي شيء مكتوبا على الورقة. وغير ذلك.

والأمثلة على هذا التصرف وغيره كثيرة جدا لا بأس بالتلميح الموجز الذي قد يساعد المخطأ على الرجوع عما يقترفه بحق الأمة:

1-  ماحصل في البصرة, يثير الريبة والتعجب, إذ قام بعض من يدعي العلم بالغش في الأوراق التي كتبها هو أو كتبت في هذا العقد من الزمن, فعرّضها للدخان وطرح عليها مواد أصباغ  لكي يغير لونها لتوحي بأنها قديمة.

2-  وأما في بغداد, فقد سكن في احد أحيائها شخص من فلسطين ادعى انه من  رابطة الأشراف في بيت المقدس وأخذ يمضي للناس ويحرر أوراقا, المجتمع العراقي بريء منها, كما انه تعاون مع أدعياء العلم كل هذا من اجل القضاء على وحدة تجمع المجتمع.وقد أخبرت احد المسؤولين في الدولة ممن له باع فلم يتخذ أي إجراء يحمي تاريخ السادات في العراق.

3-  وفي كركوك تصدى بعض أصحاب التكايا إلى التوقيع على مشجرات الناس .وكأن التوثيق التاريخي مسألة تعود للكرامات والذكر. والى الله المشتكى.

وتوجد أفعال وقعت في مناطق كثيرة من العراق ,التطرق لذكرها يحتاج إلى الوقت الطويل.

أرجوا لكم وقتا طيبا وتوفيقا دائما والحمد لله رب العالمين.

 

22/ شعبان/ 1421هــ    

   حسين أبو سعيدة

         النجف الاشرف