العّلامة

السيّد حسين أبوسعيدة

محقاً ومؤرخاً

بقلم

الأستاذ عبد الأمير حسن كشكول

نشره مؤسسة عاشوراء ، قم المقدسة ، ط1 2008م .

المُقَـدَّمة

الحمدُ لله رب العالمين، وصلاة دائمة على النبي الأكرم واله وصحبه.

كثيرون ممن كتبوا وألفوا وشجروا في النسب الهاشمي وخاصة العلوي- فكثيرون منهم يستهدفون النشر هواية للظهور في عداد المؤلفين والباحثين والمحققين، ولكن القليل بل النادر من يكتب أو  يؤرخ بعمق وأصالة، ومن يبحث بمثابرة واستيعاب ومن المفيد هنا إن نذكر أن البعض قد ولجوا هذا الميدان اعني به علم النسب- فقد كتبوا فيه بشكل تبرز فيه السطحية ومجانبة الدقة والتمحيص، مع ما يعرف عن بعضهم من انقياد لعواطفهم وميولهم على حساب الحقيقة والواقع.

ونحن اليوم في مسيس الحاجة إلى انتهاج النافذة القائمة على الدقة والتحليل.

وقد لمست شخصيا في العلامة السيد حسين هذا اللون من المسالك النافذة الناقدة التي تعني فيما يعرض له بالنقد والتحليل وبتمحيص الوقائع وردها إلى واقعها الأصيل.

ومن يقرأ كتبه وخاصة في هذا المجال- والتي كان لصدورها صدى واسع في مختلف الطبقات، يلمس جيدا هذه القدرة والموضوعية في البحث والتنقيب التي تطغى على صاحبه.

كما يلمس فيه موهبة الروية والأناة في تسجيل الوقائع ونسبة النصوص وتمحيصها، والشواهد لهذه الميزة في هذا الكتاب وغيره من أن تستوعبها في هذا المجال.

فهو محقق مثبت ينقل عن خبرة ولا ينقل شتات الأقوال من متفرقات الطرق، كما يفعل المتسرعون من المحققين وهذه ميزة ميزته عن غيره.

وهو في حقل البحث والتنقيب، وإحياء آثار السلف كان العامل الدائب الذي جمع من المخطوطات والوثائق في مكتبته الوثائقية كل ما عز وندر، فكانت المصدر الذي يستقي منه الكتاب والباحثون والمحققون كلما يريدون.

ومن المسلم البديهي أن تلك النخبة التي قدر لها أن تدرك القيم الروحية، وتعرف هدف الإنسانية فتخلص في أعمالها النافعة للمصلحة  لهي النخبة التي تمسكت بعرى الدين، وأرشدت المجتمع بأقوالها وأعمالها للسير نحو العمل المثمر والأخذ بأحكام الشرع الحكيم.

وهذه لمحة موجزة عن حياة هذا العلامة الجليل، لأن الأمور أصبحت في حاجة إلى شيء من التبديل والخروج على المألوف من القديم.

ونحن إن كرمنا عظيما أو فذا حيا كرمنا رسالته، وشحذنا فيه العبقريات نحو الأحسن، ونحو الإبداع.

والذي نقوم بتكريمه هو سماحة العلامة السيد حسين أبو سعيدة لما قدمه من خدمة جليلة لإحياء النسب العلوي وغيره وما سيقدمه من خدمات، خدمة للدين الحنيف، وإحياء لمآثر الإسلام، والله من وراء القصد.

 

 

 

عبد الأمير حسن كشكول

النجف الاشرف - الأول من صفر سنة 1433 هـ

 

 

 

مولده ونشأته:

ولد العلامة السيد حسين أبو سعيدة في سنة 1364هــ الموافق 1944م بمدينة الفيصلية وهي من توابع محافظة النجف. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدرسة العزة في هذه المدينة، وأكمل دراسته الإعدادية في الديوانية، انتقل إلى مدينة النجف الاشرف حيث موئل العلم والعلماء، ومنبع الفكر وصقل المواهب،المدينة المزدهرة بنوادي العلم ومحافل الأدب.

نشأ في هذه المدينة التي تطلعت إليها نفوس رواد العلم والفضل، والملتقى الوحيد لكافة طلاب العلوم الإسلامية.

دراســـــتــه:

يمكن أن نقسم مراحل دراسته إلى قسمين:

1-  الدراسة الأكاديمية: وهي الدراسة في المدارس النظامية حيث أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة العزة الابتدائية في مدينة الفيصلية، وكذلك المتوسطة في متوسطة العزة بالفيصلية أيضا، أما الدراسة الإعدادية فقد أكملها في إعدادية الديوانية المركزية.

2-    الدراسة الحوزوية: وهذه الدراسة تمر بمراحل ثلاث هي:

أ – المقدمات: وقد درس فيها النحو والصرف والبلاغة والمنطق فقد درس الاجرومية وقطر الندى وألفية ابن مالك، كما درس في هذه المرحلة بعض المتون الفقهية غير الاستدلالية كتبصرة المتعلمين والمختصر النافع وشرائع الإسلام.

ب – السطوح: فقد درس في هذه المرحلة المتون الفقهية الاستدلالية ومتون أصول الفقه، كما هو المتبع في حوزات النجف الدينية وكما يلي:

1.درس الفقه الإسلامي على ثلاث مراحل وهي المباديء والنمط الأوسط والسطوح.

2.درس أصول الفقه بمرحلتين المباديء والكفاية على علماء اختصاص.

جــ - البحث الخارج: في هذه المرحلة درس على العلماء المجتهدين,و هي آخر مرحلة دراسية في جامعة النجف،فــقــــد درس عـــلى آيـــــات الله الغــروي، والـــبروجـــردي، والسيـــــــــــــستــاني.

     ولما كان مولعا بدراسة التاريخ الإسلامي فقد  درس العلوم والمعارف التالية:

1 – درس علم الحديث وقواعده على المرحوم آية الله السيد احمد المستنبط المتوفى سنة 1399هـ

2 – درس علم الرجال وأحوال الرواة

3 – درس التاريخ الإسلامي.

4 – درس علم النسب على السيد إبراهيم الزنجاني الموسوي وبرع فيه وأحاط بكل مداخله ومخارجه حتى عُدّ من أعاظم علماء علم النسب في هذا الوقت.

5 – حصل على إجازات وشهادات من علماء التاريخ والأنساب والفقه والحديث، كما سيأتي تفصيل ذلك.

إجـــازاتـــــــــــــــــــــه:

 لقد منح العلامة السيد حسين السيد علي أبو سعيدة إجازات تقديرية وشهادات من قبل المجتهدين والعلماء الأعلام ثقة منهم وتقديرا له، وتعظيما لعلمه وشخصه وسعة إدراكه وعدالته، نذكر بعض تلك الاجازات العلمية والروائية المكتوبة والشفهية:

1. إجازة آية الله العظمى السيد علي البهشتي الحسيني (قدس سره).

2.إجازة آية الله العظمى الشيخ علي الغروي (قدس سره).

3.إجازة آية الله العظمى الشيخ مرتضى البروجردي (قدس سره).

4.إجازة آية الله السيد احمد المستنبط سنة 1971 م (قدس سره).

5.إجازة آية الله السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني سنة 1972 .   

6.إجازة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم.

7. إجازة آية الله السيد محمد كلانتر الموسوي (قدس سره).

8.إجازة الأستاذ الدكتور حسين علي محفوظ.

9.إجازة الحجة العلامة السيد محمد حسن الطالقاني (قدس سره).

10.إجازة النسابة الحجة السيد مهدي الوردي الكاظمي (رحمه الله).

11.إجازة النسابة السيد عبد الستار الحسيني العلاق تحت عنوان(( المَهْيعُ الجلي في الإجازة للسيد الحسين بن علي)).

12.إجازة آية الله السيد محمد رضا الخرسان / شفاهة. 

معـــرفتي بالســـيد حســـين أبو سعيـــدة:

ليس من اليسير على المرء أن يستوعب ما للعلماء والأفذاذ من مزايا وفضائل يتحلون بها ، وان يلم شملها في نبذة قصيرة، بل إن الأمر ليزداد صعوبة حين يكون الحديث متصلا بشخصية جليلة ذات جوانب أدبية وعلمية متعددة كشخصية العلامة السيد حسين أبو سعيدة.

لقد اجتمعت في سماحته من المزايا العالية والسجايا الكريمة والصفات المحمودة، ما ينبغي أن يفرد لكل واحدة منها بحث قائم بذاته.

لقد أتيح لي في السنوات الأخيرة، أن أقف على شيء مما كان يتجلى به، فقد عرفته يوم عرفته، وتمتعت بصحبته ومعاشرته أكثر من ربع قرن فأعجبني هديه واتزانه وعفته وإخلاصه وإيمانه وصدق عقيدته، وولاؤه لآل النبي (3), كما أعجب غيري ممن عاشره وصحبه, كما أعجب به طلابه الذين أفنى عمره من أجل تدريسهم بطريقة تتلائم ومضمار الدراسة الحديثة. وأيضا أعجب به كل من قرأ كتبه التدريسية والثقافية والتاريخية والعقائدية.

 عرفته كنزا من العلم و الحديث والحكمة بارعا في ميدان النسب العلوي وغيره، وقد منحه الله تعالى من المواهب العلمية في هذا الميدان ما يصلح أن يكون مدرسة للأجيال المقبلة.

عرفته عزيز النفس ما تسامح في كرامته قط ولا نال من عزته نائل، بالإضافة إلى انه أنيس المجلس حلو الحديث، حاضر الجواب مهابا في مجلسه، كما إن علاقته العامة في المجتمع صورة من نفسه الكريمة.

آثــاره ومــؤلــفــاتــــه:

لقد أخرج السيد العديد من الكتب النافعة في مختلف العلوم والمعارف والتي تشهد كلها بتتبعه العلمي وتعميقه في البحث والتحقيق، وقد طبع عدد من هذه الكتب في مطابع العراق والأردن ولبنان فكانت موضع تقدير وإكبار كافة الأوساط الدينية والأدبية.

أهـــــــم آثــــاره:

بالرغم من كثرة ما ألف وكتب ودون في مختلف العلوم والمعارف، وبعد ان استعرضنا العديد من مؤلفاته المطبوعة والخطية والتي تعتبر ثروة علمية وأدبية إلا إن لديه موسوعتين كبيرتين وهما في غاية الأهمية لما لهما من التأثير المباشر في حياة المجتمع الإسلامي، ولعل القاريء الكريم اخذ نظرة صادقة عن النواحي التي جال بها قلم السيد ,فلنعرض عرضا موجزا عن بعض كتبه، أمثال المشجر الوافي في السلسة الموسوية، وتاريخ المشاهد المشرفة... وغيرها من الكتب الأخرى.

1 – المشجر الوافي في السلسلة الموسوية:

لقد استعرض سماحة السيد في هذا المشجر وبصورة موضوعية السلاسل النسبية للسادات من أعقاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) بعد دراستها بإمعان وتحقيق فهو يبحث عن أحوال فئة كثيرة من آل محمد (3) بصورة مفصلة ومتشعبة من الصدر الأول في القرن الثاني الهجري إلى عصرنا الحاضر في القرن الخامس عشر الهجري لما له من أهمية كبيرة لا يقل أهمية عن أية دراسة تاريخية خدمة لهذا النسب العلوي من الضياع.

ثم ترجم لكوكبة من أعلامهم ووجوههم وما تركوه من ذخائر علمية وأدبية وما أسدوه للناس من خدمات اجتماعية .

فهي بحق ثروة ممتعة من ثروات الفكر والأدب والتاريخ دبلجتها يد العلامة السيد حسين أبو سعيدة بعد جهود مضنية ودأب مستمر من اجل انجاز هذه الموسوعة الفريدة في نوعها في عصر يحتاج إلى مثل هذا الإنجاز الكبير، و المشجر الوافي في السلسة الموسوية طبع ثلاث مرات، الأولى ببغداد والثانية ببيروت – وأعيد طبعه للمرة الثالثة ضمن موسوعة المشجر الوافي التي تبحث في محاور خمسة هي:

1.               المشجر الوافي في السلسلة الموسوية .

2.               المشجر الوافي في السلسلة الحسينية .

3.               المشجر الوافي في السلسلة الحسنية .

4.               المشجر الوافي في السلسلة العباسية .

5.               المشجر الوافي في السلسلة الهاشمية.

وفقه الله لكل عمل فيه خدمة للاسلام ... ولمثل هذا فليعمل العاملون.

2 – موسوعة تاريخ المشاهد المشرفة:

ان هذه الموسوعة تعطيك صحة المراقد المنسوبة لآل البيت عليهم السلام بعد التأكد من صحتها من خلال البحث والمتابعة والتنقيب، وأحيانا يتطلب الوقوف شخصيا على تلك المراقد لأخذ الأدلة حتى يقطع بصحتها، وفي حالة انعدام الدليل أو عدم وجود ما يثبت ذلك يحكم ببطلان المرقد المنسوب لصاحبه أو يجعله في حكم المجهول.

ففي هذا الخضم الذي اختلط فيه الحابل بالنابل تصدى سماحة السيد إلى الكتابة التحقيقة، وأعلن للملأ عن أي مرقد مفتعل  وطلب من المؤمنين نبذ ذلك وحارب مسألة الرؤيا والتخرصات الأخرى التي التزم بها بسطاء الناس.

وكان اعتماده في التحقيق هي متابعة انتقال العلويين من دار الولادة إلى مــــوضــع الـــهـــجـرة

والاستيطان ، فمن ورد بدفنه دليل سجله ، ومن لم يرد, ذكر حسب هجرته حيث مستقره الأخير فالمرجح عنده انه دفن هناك عندما لم يرد له دليل انه تركها.

وشملت هذه الموسوعة المشاهد المنسوبة لأبناء الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) وأحفادهما، وآل عقيل ، وبنو العباس ابن عبد المطلب ، إلا انه بدأ هذه الموسوعة بأكثرهم  انتشارا في ربوع العالم الاسلامي وهم ذرية الإمام موسى بن جعفر الكاظم (u)، فقد أصدر الجزء الأول بذلك ، وخص الجزء الثاني بذرية الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام)، وقد طبع أيضا. أما ذرية الإمام الحسين (u)  فأودعهم الجزء الثالث وما بعده. وهو الآن قيد الطبع.

3 – ومن جملة مؤلفاته أيضا: بلاغة الإمام الحسين (u) وهذا الكتاب يقع في ثلاثة أجزاء ، وقد جمع فيه كلام الإمام الحسين بن علي (علهيما السلام) ، مثلما جمع العلماء الأوائل كلام الإمام علي (u) وشرحه من جميع النواحي، ففيه من الدروس التربوية الرسالية الخالدة المستقاة من حياة الإمام العظيم وقد طبع مرتان.

4 – أما كتابة (فلسفة الخمس): فهو دراسة تحليلية  لفريضة الخمس تبين حاجة الفرد والأمة ، ولمعرفة أسرار هذه الضريبة الربانية ومساهمتها في تحقيق التوازن الاجتماعي في الاسلام، وأدلة ثبوتها في القرآن المجيد والسنة النبوية ودوام فرضها حتى عصرنا الحاضر إلى ما شاء الله للحياة ان تدوم، كما يحتوي على بعض المسائل الفقهية اللازمة للمكلف والتي لها مساس مباشر بحياته.

ولعل ابرز ما عرضه السيد في بحثه هذا, انه وضح للعالم الاسلامي ان فريضة الخمس هي تشريع وليس بحكم، كما تصوره وأشاعه البعض ممن أشكل على مدرسة أهل البيت (     E) .

المــكـتبة الوثائقية:

استطاع العلامة السيد حسين ومن خلال مسيرة حياته المضنية والتي قضاها بالبحث والتنقيب والتتبع ان يجمع لبحوثه ودراساته ومؤلفاته مكتبة وثائقية عامرة ضمت العديد من أمهات الكتب والمصادر في شتى ضروب العلم والمعرفة وهي تحتوي على الآلاف من الكتب.

فقد ضمت هذه المكتبة:

1-  من كتب العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافية والنحو والصرف والبلاغة، وأمهات كتب الأنساب العلوية وغير العلوية.

2-    وضمت كتب فقهية وأصولية وشرائع وتفسير وفلسفة وحديث.

3-    كما وضمت عددا من الكتب الخطية القديمة من شتى العلوم والمعارف.

4-  كما وتحتوي هذه المكتبة على كثير من الوثائق والسندات العثمانية وسندات الوقف والفرامين والبيورلديات, فهي بحق ثروة كبيرة للعلم وطلاب المعرفة ويربو عددها على عشرات الآلاف سجلها مفهرس فهرسة حديثة سعيا لسهولة الإطلاع عليها.نسأل الله أن ينتفع بها أرباب العلم وطلاب المعرفة.

وفي مطلع عام (2001) م أعلن السيد للملأ انه سيفتح مكتبته العامة للناس لتكون مكتبة الانتفاع بها عام. وفعلا شرع في فهرستها, وسعى إلى بناء بناية لها تستوعب مشروعها. ولا زالت الآن قيد الإعداد.

مـــجــــلـــســــــه:

للسيد مجلس عام، يفتح بابه في كل يوم بعد الدرس، لاستقبال كل سائل، وقد تصدى للإجابة عن أجوبة المسائل التاريخية، دعما للمدرسة الفكرية المكملة للمدرسة الفقهية. إذ كانت قديما في النجف الاشرف مدرستان هما الفكرية والفقهية وكلاهما تدار من قبل جهابذة العلم رضوان الله تعالى عنهم .

أســــــــــفاره:

بالرغم من انشغاله في البحث والتنقيب وكتابة تحقيقاته في موسوعته الموسومة ((المشجر الوافي في السلسة الموسوية)) لإظهارها بحلة جديدة، وغيرها من المؤلفات والإصدارات ، وهذا يتطلب منه جهدا وتواصلا وعملا دؤوبا، إلا أن همته عالية وعزمه على السفر إلى بلدان عربية وإسلامية كلما واتته الظروف وسنحت له الفرصة.

وفي مقدمة أسفاره تلك هي توفيقه إلى زيارة بيت اله الحرام لأداء فريضة الحج، والتشرف بزيارة قبر الرسول الكريم (3) وعترته الطاهرة، كما وتشرف بزيارة قبر الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب عليهما السلام.

كما عزم أن يشد الرحال إلى دول الخليج العربي وخصوصا الساحل الأخضر للإطلاع والتعرف على معالمها وآثارها، فبدأ رحلاته إلى إمارة الشارقة حيث بقى فيها ثمانية عشر يوما تجول في أنحائها، واطلع على ما فيها من معالم وآثار، كما حل ضيفا على أهلها وعمدائهم, فوجد عندهم العروبة والدين والإباء والشهامة, وعند عودته إلى النجف الاشرف أصدر كراسا تحدث فيه عن  رحلته إلى هذه الإمارة اسماها ((الرحلة المشرقة)) وسيواصل رحلاته إلى بقية دول الخليج العربي كلما تسنح له الظروف.